حبيبى يامحمد
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 18/12/2009
| موضوع: كنتم خير أمة أخرجت للناس الجمعة يناير 01, 2010 11:17 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا وشفيعا محمد وعلى آله وصحبه وكل من أتبع سنته وأقتفى أثره الى يوم الدين الحمد لله الذي سهل لعباده المتقين الى مرضاته سبيلا , وأوضح لهم طريق الهداية وجعل اتباع الرسول عليها دليلا وأتخذهم عبيدا له فأقروا له بالعبودية ولم يتخذوا من دونه وكيلا , وكتب في قلوبهم الايمان لما رضوا بالله ربا والاسلام دينا أما بعد .... والله ... ان العين لتدمع وان القلب ليحزن , وانا لما حل بأمة الاسلام لمحزونون !!
أهذه هي الأمة التي زكاها ربها وكرمها في كتابه الكريم حين قال ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران-110- أهذه هي الأمة التي زكاها ربها بالأعتدال والوسطية فقال سبحانه ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) البقرة143-
أهذه هي الأمة التي زكاها في القرآن بالألة والوحدة , فقال سبحانه (ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الانبياء-92- اننا لو نظرنا الى هذه الأمة في القرآن ثم نظرنا اليها على أرض الواقع لسالت الأعين بدل الدموع دما ولا نفقلت الأكباد حزنا
والسبب في ذلك أنها أنحرفت عن منهج الله جل في علاه ... وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا أذل الله الأمة لأحقر وأذل أمم الأرض من اخوان القردة والخنازير من أبناء اليهود , وعباد البقر حتى سامو الأمة سوء العذاب ولا حول ولا قوة الا بالله لقد حق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة الى قصعتها ) قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال ( كلا , بل أنتم يومئذ كثير , ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن في قلوبهم الوهن ) قيل : وما الوهن يا رسول الله قال : ( حب الدنيا وكراهية الموت ) لذلك فان الحال لا يتغير الا اذا رجعت الأمة الأسلامية الى ماضيها , الى عقيدة ومنهج سلفها الصالح ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )الرعد-11-
معشر المسلمين ... لن تنهض الأمة من سباتها , ولن تهتدي من حيرتها , الا اذا رجعت الى منهج الله تعالى والى منهج رسولها محمد صلى الله عليه وسلم والى السلف الصالح رضوان الله عليهم
تعرضنا و نتعرض لفتن كقطع الليل المظلم فما أحوجنا ونحن في هذا السبات الى صحوة لعلنا نفيق من هذا السبات وما أحوجنا الى زاد يهدينا الى الطريق المستقيم الزاد الذي ينيرلنا الحياة ويكسبنا خيري الدنيا والأخرة
ألا يا نفس ويحك ساعديني بسعي منك في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي بطيب العيش في تلك الفلالي
فالايمان الحق هو الذي يجعلك تحقر شهوات الدنيا , وتنظر بقلب خالص الى ما فيه نفعك ونفع الأمة الأسلامية فلو نظرنا بعين الاعتبار إلى أحوال الناس قبل ظهور الإسلام لرأينا عجائب وغرائب، من الجهالات والظلمات التي أضلت الكثير عن طريق الهداية والرشاد، فالأصنام تدعى وترجى، ومجالس الخمر معمورة صباح مساء، والظلم مرفوعة رايته وقد تلوثت في أوحاله أقدام الكثيرين. فحياتهم لم تزل في ظلمات الجهل والفوضى حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم فأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن الذل والمهانة إلى العزة والمكانة، فأمسكوا بزمام الأمور، وتوالت الفتوحات والانتصارات، ولم يزالوا في رفعة وعزة بسبب تمسكهم بدينهم. ومع تقدم الزمن بدأ الضعف يدب إليهم بسبب بعدهم عن دينهم، ويزداد ضعفهم بقدر ابتعادهم عن دينهم،
فلو سألنا أنفسنا مالأسباب التي أدت الى ضعف أمة الأسلام وأنهزامها بين الأمم ؟
لعرفنا انه :
الإعراض عن حكم الله والجهل بأحكام الدين. والإعجاب والتبعية المطلقة لأعداء الإسلام. والعصبية الجاهلية لجنس أو لون أو لسان. واليأس والقنوط. وتعطيل الأمربالمعروف والنهي عن المنكر. فما هي الأسباب التي ترتفع بها الأمة، وتأخذ مكانها اللا ئق بها؟
السبب الأول: التمسك بالكتاب والسنة:
منهجاً وعقيدة، ففي ذلك الفلاح كله والخير كله، فلا فلاح إلا بالأخذ بهما معاً، وتحكيمها في جميع مجالات الحياة
قال عز وجل: وَأطِيعُوا اللّه وَالرسُولَ لَعَلَكُم تُرحَمُون [آل عمرآن:132]،وقال أيضا( قُل إن كُنتُم تُحِبُون اللّه فَاتبِعٌونِي يُحببكُمُ اللّه وَيَغفِرُ لَكُم ذُنُوبكُم واللّهُ غفُور رحِيم [آل عمرآن:31].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :{ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي }
. فالتمسك بالكتاب والسنة من أعظم أسباب الفلاح في الدين والدنيا، ويتبع التمسك بهما - أو من لازم التمسك بهما - محاربة البدع والتحذير منها، وعدم الغفلة أو التهوين من شأنها مهما صغرت
السبب الثاني: الالتفاف حول العلماء:
الالتفاف حول علماء الأمة الراسخين في العلم، المعروفين بصلاح المعتقد، وسلامة المنهج، فالقرب من أولئك والاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم فيه مصلحة عظيمة للأمة وشبابها. فعلماء السنة أدرى الناس بمعالجة قضايا الأمة، وهم أبصر الناس بمجاراة واقعها وإيجاد الحلول الناجعة لها، فأولئك الثلة من العلماء لا تصدر آراؤهم إلا بعد النظر في النصوص الشرعية، فثوابهم مضاعف مأجور وخطؤهم غير مأزور بل مأجور، قال : { إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فحكم فأخطأ فله أجر واحد }.
السبب الثالث: قراءة التاريخ الإسلامي:
إعادة النظر في تاريخ المسلمين المجيد التليد، لا من باب التسلية والمواساة والتواكل، بل من باب شحذ الهمم وبعث العزائم، وكيف كان المسلمون الأوائل أقوياء حسياً ومعنوياً، وكيف كان تمسكهم بدينهم واعتزازهم به حتى دانت له الأمم، وخضعت لهم الأعداء، نصروا الله فنصرهم وأعزوا الإسلام فأعزهم الله به.
السبب الرابع: التفاؤل بأن النصر للإسلام:
التفاؤل والقطع بأن النصر للإسلام وأهله، كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة التي تدل دلالة واضحة على ذلك، من ذلك قوله تعالى: هٌو الّذي أرسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى وَدِينِ الحَقِ لِيُظُهِرهُ عَلى الدينِ كُله وَلَو كََره المُشرِكٌونَ [التوبة:33]، وقد ذكر بعض المفسرين عند هذه الآية عدداً من الأحاديث النبوية المبشرة بظهور الإسلام وعزته،
فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: { لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى } فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: يا رسول الله، إن كنتُ لأظن حين أنزل الله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون [التوبة:33] أن ذلك تام، فقال صلى الله علي وسلم: { إنه سيكون من ذلك ما شاء الله }.
وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها } [أخرجه الإمام مسلم].
ومن ذلك أيضاً قوله: { ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الكفر } [أخرجه الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه]، ثم قال تميم: بعد أن ساق الحديث: ( قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من كان كافراً منهم الذل والصغار والجزية ).
السبب الخامس: الحذر من اليأس والقنوط:
وقتل الهمم والعزائم لكثرة ما يرى ويسمع من مصاب الإسلام في أي مكان أو زمان، فعلى المسلم أن يغلق عن نفسه باب اليأس والقنوط بأحكم الأقفال وأوثقها، وأن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يستشعر معاني الآيات المحذرة والمرهبة من اليأس،
كقوله تعالى: لا تَقُنَطُوا مِن رحمَةِ اللّه... [الزمر:53] وقوله تعالى: وَمَن يَقنطُ من رحمة رَبِهِ إلا الضّالُونَ [الحجر:15]
وقوله تعالى: (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87].
وعلى المسلم أيضاً في الوقت نفسه أن يتذكر النصوص المبشرة والدالة على حصول اليسر بعد العسر، كما في قوله تعالى:
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ [يوسف:110]
إلى غير ذلك من النصوص والأخبار التي تذكي العزائم، وتشحذ الهمم.
السبب السادس: استشعار المسئولية:
من كل فرد من أفراد المجتمع، وذلك أن يشعر كل واحد من المسلمين مهما كان موقعه وشأنه أنه مسؤول ومساءل، فيبدأ بإصلاح نفسه وبيته، ثم تتسع دائرة الإصلاح حتى تشمل جلساءه وجيرانه ومجتمعه، وليعلم كل واحد منا أنه على ثغر من ثغور الإسلام، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله.
فعلى الكاتب منا أن يسخر قلمه لخدمة الإسلام ونصرته، وعلى التاجر أن يراعي أولاً حق الله من زكاة ونفقه، ثم عليه أن يجعل من ماله نصيباً في دعم الإسلام والمسلمين، وليعلم أنه مهما بالغ في الإنفاق فإن ذلك خير وأنفع سبيلاً وَمَا تُقَدِمُوا لأنفُسكُم مَن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ هُو خَيُراً وأعظم أجراً [المزمل:20].
وقال: { ما نقصت صدقة من مال } [أخرجه مسلم].
أن على كل واحد منا رجالا و نساء أن يستشعر أنه على ثغر من ثغور الإسلام، فيؤدي ما يقدر عليه من دعم الإسلام والمسلمين مهما كان حجم ذلك الدعم، ولو كان يسيراً في نظره أو نظر الآخرين، فربما يكون ذلك اليسير عظيماً حيناً من الدهر، قال : { لا تحتقرن من المعروف شيئاً... }.
السبب السابع: عدم الاغترار:
بل الحذر من الاغترار بالكثرة، والعُجب بالعدة والعتاد، فالكثرة لا تنفع أصحابها شيئاً إذا كانت النفوس صغاراً.
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
فالتفاخر بكثرة العدد مذموم شرعاً، بل في غالب أمره يؤدي بأصحابه إلى العجب ثم الانهزامية، وقد جاءت نصوص تبين ذم الكثرة العددية في غالب أحوالها، كما في قوله تعالى: وَإن تُطِعُ أكثَر مَن فِي الأرضِ يُضلُوكَ عَن سَبيلِ اللّهِ [الأنعام:116].
( وَمَا يُؤمِنُ أكَثَرُهُم بِاللّهِ إلا وَهُم مُشرِكُونَ )[يوسف:106]
( وَمَا أكثرُ النّاسِ وَلَو حَرصُتَ بِمُؤمِنينَ) [يوسف:10
السبب الثامن إجتناب المعاصي:
والحذر والتحذير منها، فالمعاصي مفتاح لكل شر، ومغلاق لكل خير، وبسببها يتصدع كيان الأمة وتزول هيبتها، وتكون مقودة
بعد أن كانت قائدة، قال: { إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم }.
السبب التاسع: التنبه لمكائد الأعداء:
والحذر منها؛ لأنها تتنامى وتزداد بحسب تجاهلها وعدم إلقاء البال لها، وفي الوقت نفسه تتبلد أحاسيس كثير من الناس تجاهها، ومن ثم يستمرئونها ويتأقلمون عليها.
السبب العاشر: عدم التهويل من شأن العدو:
إلى حد إدخال الرعب في قلوب ضعاف الإيمان واليقين، وذلك بذكر عدد العدو، وعدته، وعتاده بصورة تظهره بمظهر الغالب الذي لا يُغلب، فهذا مما يعين على فقدان الشعور، بل مجرد التفكير بالنصر. ولا شك ولا ريب أن الهزيمة النفسية أعظم من الهزيمة الحسية، فالهزيمة الحسية، مؤقتة بوقت تزول بزواله، أما المعنوية فتبقى ملازمة أصحابها أمداً طويلاً. بل يجب حث النفوس على حسن الظن بالله تعالى، وكذلك على فعل ما يستطاع من الأسباب والوسائل التي تكون عوناً - بعد الله تعالى - في هزيمة العدو وكسر شوكته( وَأعِدوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُو اللّهِ وَعَدُوكُم )[الأنفال:60].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إلى دينهم رداً جميلاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. | |
|