تيسير
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 15/12/2009
| موضوع: مختاررات من ديوان جميل بثينه الإثنين يناير 11, 2010 5:28 pm | |
| مختارات من ديوان جميل بثينةمرتبة حسب القوافي هو جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة. شاعر من عشاق العرب, افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا مرتبة حسب القوافي قافية الهمزةأتاركتي للموت أنت فميّت * * * وعندكِ لي، لو تعلمين، شفاءلقد أورَثَتْ قلبـي وكان مصحـحـا * * * بثينـةُ صدغا يـوم طار رداؤهـاإذ خَطَرَتْ من ذكر بـثـنـة خطرةٌ * * * عصتني شؤون العين فانهلّ ماؤهافإن لم أزرها عادني الشوق والهوى * * * وعاود قلـبـي من بثينـة داؤهاوكيف بنفـس أنتِ هيّجتِ سقمهـا * * * ويمنع منها يـا بثيـن شفـاؤهـالقد كنت أرجـو أن تجـودي بنائل * * * فأخلف نفسـي من جداك رجاؤهـافلو أن نفسـي يا بثيـن تطيعـني * * * لقد طال عنكم صبرهـا وعزاؤهـاولكن عصتـني واستبدّت بأمرهـا * * * فأنتِ هـواهـا يا بثيـن وشاؤهافأحيي –هداك الله- نفسـاً مريضةً * * * طويـلاً بكم تهْيامُها وعـنـاؤهـاوكم وَعَدَتْنا من مواعد –لو وفـت * * * بوأيٍ- فلم تنجَزْ قليـلٍ غنـاؤهـاوكم لي عليها من ديـونٍ كثيـرةٍ * * * طويـلٍ تقاضيهـا بطيءٍ قضاؤهـاتجـود بـه في النّـوم غير معرّدٍ * * * ويحـزن أيقاظـاً عليها عطاؤهـا قافية الباءتعالي نَبِعْ في العام يا بثن ديننا * * * بدنيـا فإنا قابلا سنـتـوبفقالت : لَعَـنَّا يا جميـل نبيعه * * * وآجالنا من دون ذاك قريـبوأول ما قاد المـودّة بينـنـا * * * بوادي بغيضٍ يا بثين سِبابُوقلت لها قولاً ، فجاءت بمثله * * * لكل كـلامٍ يا بثيـن جوابُألا أيّها النـوّام وَيْحَـكُمُ هُبّوا * * * أُسائِلُكُمْ هل يَقْتُلُ الرّجلَ الحُبُّ؟فقالوا : نعم حتّى يَسُلَّ عظامه * * * ويتركه حيـران ليس له لُـبُّأعاتب من يحلو لديّ عتابه * * * وأترك من لا أشتهي وأجانبهارحميني فلقد بليت فحسبي * * * بعض ذا الدّاء يا بثينة حسبيلامني فيك يا بثينة صحبي * * * لا تلوموا لقد أقرح الحب قلبيزعم النـاس أن دائي طبّي * * * أنـتِ والله يا بثيـنـة طبّيوقالوا: يا جميل أتى أخوها * * * فقلت أتى الحبيبُ أخو الحبيبِ قافية التاءحلفـت يمينـا يا بثينـة صادقـا * * * فإن كنت فيها كاذبـا فَعَميتُإذا كان جلـد غير جلـدكِ مسّني * * * وباشرني دون الشّعار شريتُحلفـت لهـا بالبدن تدمى نحورها * * * لقد شَقِيَتْ نفسي بكم وعنيتُولو أن راقي الموت يرقي جنازتي * * * بمنطقها في الناطقين حييتُوما بكتِ النساء على قتيلٍ * * * بأشرفَ من قتيل الغانياتِ قافية الحاءحلفت لكي تعلمن أني صادق * * * وللصدق خير في الأمور وأنجحلتكليم يـوم من بثينـة واحد * * * ورؤيتهـا عندي ألـذ وأملـحمن الدهر لو أخلو بكنّ وإنما * * * أعالج قلبـا طامحا حين يطمحوبثنـة قد قالت و كل حديثها * * * إلينا ولو قالت بسـوء مملـحرجال ونسـوان يودون أنني * * * وإياكَ نخزى يابْن عمي ونفضحوحولي نساء إن ذُكِرْتُ بريبة * * * شمتـن وما منهن إلا سيفـرحأتقرح أكباد المحبيـن كالذي * * * أرى كبدي من حـب بثنة يقرحفوالله ثـم الله إني لصـادق * * * لذكرك في قلبـي ألـذ وأملـحهل الحائم العطشان مسقًى بشربة * * * من المزن تروي ما به فتريحفقالت: فنخشى إن سقيناك شربة * * * تخبِّر أعـدائـي بهـا فتبـوحإذن فأباحتني المنـايـا و قادني * * * إلى أجلي عضب السلاح سفوحأظل نهـاري لا أراهـا وتلتقي * * * مع الليل روحي في المنام وروحهافهل لي في كتمان حبي راحة ؟ * * * وهل تنفعني بوحـة لو أبـوحهـا قافية الدالأقـول ولما تجز بالـود طائلا * * * جزى الله خيـرا ما أعف وأمجـدافقالت: بغيري كنت تهتف دائبا * * * وكنت صبـورا للغـواني مصيـدافقلت: فمن ذا تيّم القلب غيركم * * * وعوّده غيـر الذي كـان عـوّدافقالت لتربيها لتصديق قولهـا: * * * هلما اسمعها منه المقالة واشهدافقالت: وهل في ذاك بأس وإنما * * * أريـد لكيما تسعـداني وتحمـدالا لا أبوح بحب بثنة إنها * * * أخذت علي مواثقا وعهوداحلّـت بثينة من قلبـي بمنزلة * * * بين الجوانح لم ينزل بها أحديا ليتنا – والمنى ليست مقربة * * * أنا لقيناك والأحراس قد رقدوافيستفيـق محـبّ قد أضرّ به * * * شوق إليك ويشفى قلبه الكمدوعاذلون لَحَوني في مودّتهـا * * * يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجدإذا قلتُ: ما بي يا بثينـة قـاتـلـي * * * من الوجـد، قالت: ثابت ويزيدوإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به * * * مع الناس، قالت: ذاك منك بعيدفمـا ذُكـر الخـلان إلا ذكـرتـهـا * * * ولا البخل إلا قلتُ: سوف تجودإذا فكرَتْ قـالـت : قد أدركـت ودّه * * * وما ضرّني بخـلٌ ففيم أجـودعلقت الهـوى منهـا وليـدا فلم يزل * * * إلى اليوم ينمي حبّهـا ويزيديمـوت الهـوى مني إذا ما لقيتهـا * * * ويحيـا إذا فارقتـهـا فيعـوديقولـون جاهـد يا جميـل بغـزوة * * * وأي جهـاد غيـرهـن أريـدونغّص دهر الشّيب عيشي ولم يكن * * * ينغّصه إذ كنت والرأس أسودنخصّ زمـان الشّيـب بالذّم وحده * * * وأي زمـان يا بثينـة يحمـدليت شعري أجفوة أم دلال * * * أم عـدوّ أتى بثنـة بعـديفمريني أطعك في كل أمر * * * أنت واللهِ أوجه الناس عندييكاد فضيض الماء يخدش جلدها * * * إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلدفلا تكثرا لومي، فما أنا بالذي * * * سننت الهوى في الناس أو ذقته وحدي قافية الراءومما شجاني أنها يـوم ودّعـت * * * تولّت وماء العين في الجفن حائرفلمّا أعـادت من بعيـد بنظـرة * * * إليّ التفاتا أسلمتـه المحـاجـريقولون لا تنظـر وتلـك بليّـة * * * بلى كلّ ذي عيـن لا بدّ نـاظـرأُلامُ إذا حنّت قلوصي من الهوى * * * ولا ذنب لي في أن تحـنّ الأباعروالحـب أول ما يكون لجـاجـة * * * تأتي به وتسوقه الأقـدارحتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى * * * جاءت أمور لا تطاق كبارلا والذي تسجد الجباه له * * * ما لي بما دون ثوبها خبرولا بفيها ولا هممت بـه * * * ما كان إلا الحديث والنّظرأقلّب طرفي في السّماء لعله * * * يوافق طرفي طرفها حين تنظرإني عشيّة رُحْتُ وهي حزينة * * * تشكو إليّ صبابة لصبوروتقول: بِتْ عندي فديتك ليلة * * * أشكو إليك فإنّ ذاك يسيرغرّاء مبسـام كأن حديثهـا * * * درّ تحدّر نظمـه منثـورلا حسنها حسـنٌ ولا كدلالها * * * دلٌّ ولا كوقارها توقيـرألا قاتل الله الهوى كيف قادني * * * كما قيد مغلول اليدين أسيروكان التفرّق عند الصباح * * * عن مثل رائحة العنبرخليـلان لم يقربا ريبـة * * * ولم يستخفا إلى المنكريقولـون: مسحـور يجنّ بذكرها * * * فأقسم ما بي من جنون ولا سحر* * *تجـود علينـا بالحديـث وتـارة * * * تجود علينا بالرضاب من الثّغـرفلو سألـت مني حيـاتي بذلتهـا * * * وجدت بها إن كان ذلك من أمريهي البـدر حسنا والنساء كواكب * * * وشتّان ما بين الكواكـب والبـدربقد فُضِّلتْ حُسْنا على الناس مثلما * * * على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القدرعليها سلام الله من ذي صبابـة * * * وصبّ معنّى بالوسـاوس والفكـرمضى لي زمـان لو أخيّر بينـه * * * ويبن حياتي خـالدا آخـر الدهـرلقلـت: ذروني سـاعـة وبثينـة * * * على غفلة الواشين ثم اقطعوا أمريمفلّجـة الأنيـاب لـو أن ريقهـا * * * يُداوى به الموتى لقاموا من القبـرإذا ما نَظَمْتُ الشّعْرَ في غير ذكرها * * * أبى وأبيها أن يطـاوعني شعـريوآخر عهدٍ لي بها يوم ودّعـت * * * ولاح لها خـدّ مليـح ومحجـرعشّية قالـت لا تضيعنّ سرّنـا * * * إذا غبت عنّا وارعه حين تدبـروطرفـك إما جئتنـا فاحفظنّـه * * * فزيغ الهـوى باد لمن يتبصّـروأعرض إذا لاقيت عينا تخافها * * * وظاهـر ببغـضٍ إن ذلك أستـرفإنك إن عرّضت بي في مقالـة * * * يزد في الذي قد قلت واشٍ مكثّروينشر سرّاً في الصديق وغيره * * * يعزّ علينا نشـره حيـن ينشـروما زلت في إعمال طرفك نحونا * * * إذ جئت حتى كاد حبّـك يظهـرلأهليَ حتى لامنـي كل ناصـح * * * شفيـق لـه قربى لدينـا وأيصروقطّعني فيك الصديـق ملامـة * * * وإني لأعصي نهيهـم حين أُزْجَروما قلـت هذا فاعلمـنّ تجنّبـا * * * لصرم ولا هذا بنـا عنـك يقصرولكنني –أهلي فـداءك- أتقـي * * * عليك عيـون الكاشحيـن وأحذروأخشى بني عمّي عليـك وإنما * * * يخـاف ويبقي عرضـه المتفكّروأنت امرؤ من أهل نحد وأهلنا * * * تهـام ومـا النجـدي والمتغـوّرغريـب إذ ما جئت طالب حاجة * * * وحولي أعـداء وأنـت مشهّـروقد حدّثوا أنا التقينا على هوى * * * فكلهـم من حمله الغيـظ موقـرفقلت لها: يا بثن أوصيت حافظا * * * وكل امـرئ لم يرعه الله معـورفإن تك أم الجهم تشكي ملامـة * * * إليّ فما ألفـي من اللـوم أكثـرسأمنح طرفي حين ألقاك غيركم * * * لكيما يروا أن الهـوى حيث أنظروأكني بأسمـاء سـواك وأتقي * * * زيـارتكـم والـحـبّ لا يتغيّـرفكم قد رأينـا واجـدا بحبيبـه * * * إذا خاف يبدي بغضه حين يظهر قافية العينديـار ليـلى إذ نحلّ بهـا معـا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمـعإلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّعألا تتقيـن الله فيمـن قتلـتـه * * * فأمسى إليكم خاشعـا يتضـرّعفإن يك جثمـاني بأرض سواكم * * * فإن فـؤادي عندك الدهر أجمعألا تتقين الله في قتـل عاشـق * * * لـه كبـد حرّى عليـك تقطّـعفيا ربّ حببنـي إليهـا وأعطني * * * المـودّة منها أنت تعطي وتمنعوإلا فصبّرني وإن كنت كارهـا * * * فإني بها يـا ذا المعارج مولـعتمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة * * * وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّعكفى حزنا للمرء ما عاش أنه * * * ببين حـبـيـب لا يـزال يـروّعفوا حزني لو ينفع الحزن أهله * * * ويا جزعي إن كان للنفس مجزعفأي قلـوب لا تذوب لما أرى * * * وأي عيـون لا تجـود فتـدمـعأبت مقلتـي كتمان ما بي وبيّنت * * * مكان الذي أخفي وفـاض المدامعغداة لقيناهـا على غير موعـد * * * بأسفـل خيـم والمطيّ خواضـعوأومت بجفن العين واحتار دمعها * * * لتقتلنـي مملوحـة الـدّلّ مانـعكمت دمعها عين الصحيح وبيّنت * * * مكان ذوي الشوق العيون الدوامعورقرقت دمـع العيـن ثم ملكته * * * مجال القذى فالدمع في الجفن ناقعأحقّا عبـاد الله أن لست زائـرا * * * بثينـة إلا أُصْغِيَتْ لي المسـامـعوإلا عدانـي دون بثنـة أعيـنٌ * * * حـداد ولامتها النسـاء الهلامـع قافية الفاءأتاركتي للمـوت أنـت لميّـتٌ * * * وعندك لي لو تعلميـن شفـافوا كبدي من حبّ من لا يحبّني * * * ومن عثـرات ما لهن شفـافما سرت من ميل ولا سرت ليلة * * * من الدهر إلا اعتادني منك طائفولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النـوى * * * ولا ليلـة إلا هـوى منك رادفأهـمّ سلـوّا عنـك ثـم تردّنـي * * * إليك وتثنيني عليـك العواطـففلا تحسبنّ النـأي أسلى مودتـي * * * ولا أن عيني ردّها عنك عاطفوكم من بديـل قد وجدنا وطرفـة * * * فتأبى عليّ النفس تلك الطرائف قافية اللامبثينة من صنف يقلّبن أيدي * * * الرماة وما يحملن قوسـا ولا نبلاولكنما يظفرن بالصيـد كلما * * * جلون الثنايا الغر والأعين النجلايخالسن ميعادا يرعن لقولها * * * إذا نطقـت كانت مقالتها فصـلاوقالوا: تراها يا جميل تبدّلت * * * وغيّرها الواشي فقلت: لعلهاأظن هواها تاركي بمضيعة * * * من الأرض لا مال لديّ ولا أهلولا أحد أوصي إليه وصيّتي * * * ولا وارث إلا المطيّة والرّحـلتصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا * * * علينا وتجري بالصّفـاء الرسائلفإن غفل الواشون عدنا لوصلنا * * * وعاد التّصـافي بيننا والتّراسـلفيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها * * * وإذ هي تذري الدّمع منها الأناملعشيّة قالت في العتاب : قتلتني * * * وقتلـي بما قالـت هناك تحـاولفقلت لها: جودي! فقالت مجيبة * * * أللجدّ هذا منك أن أنـت هـازل؟لقد جعل الليل القصيـر لنا بِكُمْ * * * عليّ لروعات الهـوى يتطـاولألا رُبَّ لاحٍ لو بلا الحبّ لم يَلُمْ * * * ولكنته من سورة الحـب جاهـلفما هكذا أحببت من كان قبلها * * * ولا هكذا فيما مضى كنت تفعلفيا قلـب دع ذكرى بثينة إنها * * * وإن كنت تهواها تضنُّ وتبخلفما غاب عن عيني خيالك لحظة * * * ولا زال عنها والخيال يزولأتتني و العـوائـد مسنداتي * * * فقالت: صحّ جسمك يا جميلفقلت لها: وأنت جزيت خيرا * * * فأنت العائد الحَسَنُ الجميـلألا ليت قلبي عن بثينة يذهل * * * ويبدو له الهجران أو يتبدّلأريد لأنسى ذكرها فكأنما * * * تمثّل لي ليلى بكل سبيلولو أن ألفاً دون بثنة كلهم * * * غيارى وكل حارب مزمع قتلـيلحاولتها إما نهارا مجاهرا * * * وإما سرى ليل ولو قطعت رجليفلا تقتليني يا بثين ولم أصب * * * من الأمر ما فيه يحِلّ لكم قتلـيفأنت لعينـي قرّة حين نلتقي * * * وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلييقولون: مهلا يا جميـل وإنني * * * لأقسم ما لي عن بثينـة من مهـلإذا ما تراجعنا الذي كان بيننـا * * * جرى الدمع من عيني بثينة بالكحلفلو تركت عقلي معي ما طلبتها * * * ولكن طلابيها لما فات من عقلـيخليليّ فيما عشتما هل رأيتمـا * * * قتيـلا بكى من حـبّ قاتلـه قبليولست على بذل الصفاء هويتها * * * ولكن سبتني بالدّلال مع البخلأيا ريح الشمـال أما تريني * * * أهيم وأنني بادي النحولهبي لي نسمة من ريح بثنٍ * * * ومُنّي بالهبوب إلى جميلوقولي يا بثينة حسب نفسي * * * قليلك أو أقل من القليـلوإني ليرضيني قليل نوالكم * * * وإن كنت لا أرضى لكم بقليلأشاقتـك المعـارف والطلول * * * عَفَوْنَ وخفّ منهـنّ الحمـولنعم فذكـرت دنيـا قد تقضّت * * * وأيّ نعيـم دنـيـا لا يـزولأسائـل دار بثنـة أين حلّـت * * * كأن الـدار تخبـر ما أقـولفمـن هـذا يبلّغهـا رسـولاً * * * كذاك لكـل ذي حاج رسـولفيسألهـا وينظـر هل إليهـا * * * لخلـوة ساعـة منها سبيـلوقلت لها: اعتللت بغير ذنـب * * * وشرّ الناس ذو العلل البخيـلففاتيني إلى حَكَـمٍ من اهلـي * * * وأهلـك لا يحيـف ولا يميـلفقالـت: أبتغي حكما من اهلي * * * ولا يدري بنا الواشي المحولفولّينـا الحكومـة ذا سجوف * * * أخـا دنيـا له طـرف كليـلفقلنـا: ما قضيـت به رضينا * * * وأنت بما قضيـت بـه كفيـلقضـاؤك نافـذ فاحكـم علينا * * * بما تهـوى ورأيـك لا يفيـلفقلـت لـه: قُتِلْتُ بغير جـرم * * * وغِبُّ الظلـم مرتعـه وبيـلفسل هذي: متى تقضي ديوني * * * وهل يقضيك ذو العلل المطول؟فقالـت: إن ذا كـذب وبطـل * * * وشـرّ من خصومتـه طويـلأأقلتـه ومـا لي من سـلاح * * * ومـا بي لـو أقاتلـه حويـل؟ولـم آخـذ لـه مـالا فيلفى * * * لـه ديـن علـيّ كمـا يقـولوعند أميـرنا حكـم وعـدل * * * ورأي بعـد ذلـكـم أصـيـلفقال أميـرنا: هاتوا شهـودا * * * فقلـت: شهيـدنا الملك الجليلفقـال يمينهـا وبذاك أقضي * * * وكـل قضائـه حسـن جميـلفبتّت حلفـة مـا لي لديهـا * * * نقـيـر أدّعيـه ولا فـتـيـلفقلت لها وقد غلب التّعزّي : * * * أما يُقضى لنا يا بثـن سـول؟فقالـت ثم زجّت حاجبيهـا * * * أطلت ولسـت في شيء تطيـلفلا يجدنّك الأعـداء عنـدي * * * فتثـكـلنـي وإيـاك الثكـولأبثين إنك قد ملكـت فأسجحي * * * وخذي بحظّك من كريـم واصلفلربّ عارضـة علينا وصلها * * * بالجـدّ تخلطه بقـول الهـازلفأجبتهـا بالقـول بعد تستّـر * * * حبّي بثينة عن وصالك شاغليلو كان في صدري كقدر قلامة * * * فضـل وصلتك أو أتتك رسائليويقلن: إنك قد رضيـت بباطل * * * منها فهل لك في اجتناب الباطلولبـاطل ممن أحـبّ حديثـه * * * أشهى إليّ من البغيـض الباذلليزلن عنك هـواي ثم يصلنني * * * وإذا هويـت فما هـواي بزائلصادت فؤادي يا بثين حبـالكم * * * يوم الحجون وأخطأتـك حبائليمنّيتنـي فلويت مـا منّيتنـي * * * وجعلت عاجل ما وعدت كآجـلوتثاقلـت لما رأت كلفي بهـا * * * أحبـب إليّ بـذاك من متثاقـلوأطعـت فيّ عواذلا فهجرتني * * * وعصيت فيك وقد جهدن عواذليحاولنني لأبتّ حبـل وصالكم * * * مني ولست وإن جهـدن بفاعـلفرددتهنّ وقد سعيـن بهجركم * * * لمّا سعيـن لـه بأفوق ناصـليمشيـن حول عقيلة منسوبة * * * كالبـدر بيـن دمالـج وخلاخـلنصح الحميم يجول في أقرابها * * * حول الحباب إلى الحباب الجائليعضضن من غيظ لعيّ أنامـلا * * * ووددت لو يعضضن صمّ جنادلويقلـن : إنك يا بثين بخيلـة * * * نفسي فـداءك من ضنين باخلولن ألفتك أو وصلـت حبالكم * * * لعلى المودّة من ضمير الواصلفصلي بحبلك يا بثيـن حبائلي * * * وعدي مواعـد منجز أو ماطل قافية الميمأتوهـا بقـولٍ لم أكـن لأقولـه * * * وكلّهـم حـرف عليّ ظلـومبقولٍ جزيت النـار إن كنت قلته * * * وكلّ جـزاء الظالميـن أليـملكِ الخير هلاّ عجت حتى تفهمي * * * وذو اللّب في كل الأمور فهيمفتستيقني أن لم يكن من خلائقي * * * وذلك أمـر يا بثيـن عظيـمألا ليتني أعمى أصمّ تقودني * * * بثينة لا يخفى عليّ كلامها قافية النونشهـدت بأني لم تغيّر مودّتي * * * وأني بكم حتى الممات ضنينوأن فؤادي لا يلين إلى هوىً * * * سواكِ وإن قالوا : بلى سيلينوإني لأستغشي وما بي نعسةٌ * * * لعلّ لقـاءً في المنـام يكونأرى كل معشوقين غيري وغيرها * * * يلذّان في الدنيـا ويغتبطانوأمشي وتمشي في البـلاد كأننا * * * أسيـران للأعـداء مرتهنانأصلي فأبكي في صلاتي لذكرهـا * * * لي الويل مما يكتب الملكانضمنت لها أن لا أهيـم بغيرهـا * * * وقد وثقت مني بغير ضمانألا يا عبـاد الله قوموا لتسمعوا * * * خصومة معشوقين يختصمانوفي كـل عـام يستجدّان مـرة * * * عتابا وهجـرا ثم يصطلحانيعيشان في الدنيـا غريبين أينما * * * أقاما وفي الأعوام يلتقيـانفما لك لمّا خبّر الناس أنني * * * أسأت بظهر الغيب لم تسلينيفأبلي عذرا أو أجيء بشاهد * * * من الناس عدل أنهم ظلمونيتجنّى عليّ الذّنب أهلي وأهلها * * * ولو عرفوا وجدي بها عذروني قافية الهاءخليليّ إن قالـت بثينـة : ما له * * * أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها : لهاأتى وهو مشغولٌ لعظـم الذي به * * * ومن بات يرعى السّها سهـابثينة تزري بالغزالة في الضحى * * * إذا برزت لم تبث يوما بِها بَهالها مقلة كحـلاء نجـلاء خلقة * * * كأن أباها الظّبي أو أمّها مهـادهتني بودّ قاتـل وهـو متلفي * * * وكم قتلت بالودّ من ودّها دهاأبلغ بثينـة أني لست ناسيهـا * * * ما عشت حتى تجيب النّفس داعيهابانت فلا القلب يسلو من تذكّرها * * * يوما ولا نحن في أمـر نلاقيهـاعلى الـدار التي لبست بلاهـا * * * قفـا، يـا صاحبيّ، فسائلاهـاومـا يبكيـك من عرصات دار * * * تقـادم عهدهـا وبـدا بلاهـاذكـرت بها التي ترمي فتوري * * * إذا ما أرسلت سهمـا شواهـاأتيحـت لـي ونفسي قد تجّلت * * * عمايـة غيّهـا ورأت هداهـاوزايلها السفاه فليـس منهـا * * * وتـاب الحلم واجتنبت صباهـاوقـد طالبتهـا حتـى مللنـا * * * مواعدهـا وأعيانـا منـاهـافما جـادت لنـا حتى وردنـا * * * حياض المـوت أو كدنا نراهاذكرتـك إذ رأينـا أم خشـف * * * بذي ضـال تريع إلى طلاهـارأتنـا قاصديـن لهـا فولّـت * * * أمام الخشف مضطربا حشاهاوقـد حفّ الرّمـاة بجانبيهـا * * * وكلّهـم على حنـق يـراهـافجالـت ساعـة ثم استظلّـت * * * إلى سنـد تحـاول ملتجاهـاإليه تـارة تـرمـي بطـرف * * * وأخرى نحونا قلقـا حشاهـاوقد آليـت خشيتهـم عليهـا * * * اكلّـم منهـم رجـلا رماهـافقالوا: ما دهاك؟ فقلت: نفسي * * * وبيـت الله تعلم ما دهـاهـاوما بي فاعلموا من حبّ ظبيٍ * * * ولكنّي ذكـرت بهـا سواهـاألا يا شبـه ذات الخـال قرّي * * * بأرضك لن تراعي في رباهـافقد أشبهـت ذات الخـال إلا * * * مناط القـرط منهـا أو شواهاوساقـك حمشة والسّاق منها * * * خدلّجة يغـضّ بهـا براهـاولو ماشيتهـا لعجلـت عنها * * * وذات الخال مقصور خطاهـاولكنّ الـذي أشبهـتِ منهـا * * * مقلّدهـا العتيـق ومقلتاهـا قافية الياءأعدّ الليالي ليلة بعد ليلة * * * وقد عشت دهرا لا أعدّ الليالياألم تعلمي يا عذبـة المـاء أنني * * * أظلّ إذا لم أُسقَ مـاءك صادياوودت على حبّي الحيـاة لو أنّها * * * يزاد لها في عمرها من حياتيافما زادني الواشـون إلا صبابـة * * * ولا زادني النّاهون إلا تماديـاوقالـوا بـه داء عيـاء أصابـه * * * وقد علمت نفسي مكان دوائياهي السّحـر إلا أنّ للسّحـر رقية * * * وإنّي لا ألفي لها الدّهـر راقياأحبّ من الأسماء ما وافق اسمها * * * وأشبهه أو كان منـه مدانيـا | |
|
الغديـر
عدد المساهمات : 276 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
| موضوع: مختاررات من ديوان جميل بثينه الثلاثاء يناير 12, 2010 2:26 am | |
| مختارات جميلة وميرسى تيسير عليها عاوزه شوية تنسيق لكن هي حلوة اوى غدير | |
|