forget_ameer
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| موضوع: احجار لها عيــــــــــون الثلاثاء مايو 25, 2010 10:45 am | |
| كانت تجلس في الركن البعيد من الغرفه ساهمة تنظر في الفراغ
عجوز في السبعين ضئيلة الحجم هادئه توحي بالسكينه والطيبه
وكان هو مسجى على فراش الموت في وسط الغرفه
رجل في التسعين ضخم بملامح متجهمه
الكل يحيط به ابناء وبنات واحفاد
صمت ودموع وترقب
وايات من القران الكريم
رهبة الموت تسيطر على الغرفه
اخترق الصمت صوت حفيدها الشاب
اقتربي ياجدتي ان جدي سيرحل الى الابد الا تودعينه ؟؟
كانها لم تسمع او لاتريد ان تسمع
لاتزال صامته محدقه في الفراغ
كان شريط حياتها يمر امامها
ها هي الاهوار
حيث الطبيعه المياه والطيور والحريه
شابه جميله بظفائرها الطويله التي لانزال تحتفظ ببقاياها
وصل من بغداد
يريد زوجه
تقف مع اختيها في صف مهين كانهن ثلاث نعاج
تسمع والدها يقول بفرح
اختار احداهن فانت ابن العم ولك الحق فيهن
نظر اليهن جميعا وقال بعد صمت
اريد هذه
واشار اليها
كانت سعيده بالرغم من الموقف والطريقه
وبالرغم من انه يكبرها بعشرين عاما
لكنه وسيم .. اسمر طويل القامه
ذو نظره ثاقبه وشخصيه قويه مسيطره
ورددت مع نفسها انه يحبني انا وانا فقط
وساذهب الى بغداد الجميله
مبروك ياابنتي اختارك انت..
والتفت الى اخواتها
اما انتن فغادرن الغرفه
وخرج معهن فرحا وتركها له
نظر اليها مليا وهو مبتسم واخيرا قال
اتدرين لما اخترتك انت
بالرغم من انك لست الاجمل او الاذكى بين اخواتك
وبغداد مليئه بالجميلات
لكنك الاهدا والاطيب
راقبتك طويلا
لاتردين الاساءه
بل لاتدافعين حتى عن نفسك
خبيره باعمال المنزل والطبخ
مضحيه وهادئه بعيون جميله
لقد اسميتك مع نفسي
حجاره ولها عيون
فانت كالحجاره ساكنه وبلا صوت
كنت دائما ابحث بين النساء
عن حجاره لها عيون ولافم لها
واخيرا اقتنعت بانك انتي من ابحث عنها
نسيت كل ماقاله وبقيت جمله واحده تتردد في راسها الصغير
حجاره لها عيون ولافم لها
ومنذ ذلك اليوم كان لزاما عليها ان تكون تلك الحجاره
لاتعارض ولاتطلب ولاترفض
انصياع وطاعه كامله
وبدات حياتها معه كما اراد
خمسين عاما
عاشت زوجه مطيعه وام متفانيه
ولم تحصل الا على الاهانه والخيانه
والاساءه والضرب احيانا
كانت دائما خائفه منه
بل مرعوبه
لماذا... لاتدري
قطع شريط الذكريات صوت ابنها البكر
تعالي ياامي ابي يموت
لكنها ظلت في مكانها
لاول مره لاتهرع اليه ...
تساءلت
هل الموت حقا قادر عليه ؟؟؟
وتعالت الاصوات
بكاء وعويل
عندها فقط تاكدت ان الموت اقوى
لقد غادر بلا عوده
وغادرها الخوف
ولاول مره شعرت بالسكينه
وذرفت دمعا غزيرا
الكل اعتقد انها تبكي عليه
لكنها بكت اعوامها الخمسين
التي قضتها معه
اعوام الاسر
وفي تلك اللحظه قررت
ساترك بغداد واعود
الى الحريه
الى الاهوار
| |
|